Sin. ar. 416 |
وفيه ايضا ذكر ابينا البار يوحنا اسقف طورسينا وحال جهاده فعلى هذا المجري جري لما ارتقوا بنى هاجر بالعساكر من مصر فى سنه الف وواحد وتسعين لتجسد الاهنا وسيدنا ايسوع المسيح الى بريه طورسينا فى طلب العرب فلما وصلوا للدير دخلوه وكانوا يظنوا ان فيه اموال مخبوه للعرب وغيرهم فاولا احتقروا مذبح الكنيسه الكبيره وقدام الحنيه وغربي الكنيسه وساير الكنايس الصغار التى بها وكنيسه القديس يوحنا السابق الصابغ التى عن يمين المذبح واظهروا اجساد الابا القديسين الاربعين المستشهدين وهى عن يمين الكنيسه فى الجانب القبلي في الارض ثم احتفروا العليقه المقدسه ونزلوا فيها شبيه بقامتين وحفروا تحت مايدة العليقه واظهروا ثلثه اجران رخام مكتوب عليها من اعضا قديسين كثير شهدا قد جمعت من ساير الافاق والجلى الذي احتفرها واحتقاره امهال الله هزّ وجل وتجمزه بالراهب قيم العليقه داهمته النقمه سريع لان بعض اصحابه ضربه فى ذلك اليوم بالسيف فقطع يده اليمنى من المرفق وحدثت فى تلم الليله سبع زلازل واذ لم يصيبوا سى مما املوه من الاموال قبضوا اولا على ابونا الاسقف وجماعه من الرهبان فلما راموا ان يعاقبوا الرهبان قال لهم الاسقف لاي سبب تعاقبوهم فقالوا ليظهروا الاموال الخبوه فقال لهم ليس ولا واحدًا من الرهبان يعلم شى والكل مناط بي فمهما اردتم تفعلوه فيكون بي وبدل روحه دون رعيته كقول الانجيل المقدس ان الراعى الصالح يبذل نفسه دون رعيته فاول عقابهم لهم انهم جعلوا رجله فى حمار النجارين ولم يزالوا يضربوه بسور من جلود البقر الى ان ارووا الارض من دمه فلم يصيبوا عنده شى افرحوا عنه وبعد ثلثه ايام بارك على رعيته واسلم نفسه الكريمه بيد خالقه فى الثانى عشر من اشباط وله فى الدير ثلثه وخمسين سنه وله منها على الكرسى عشرين سنه |