Sin. ar. 416

ذكر ابينا الجليل فى القديسين يوحنا فم الذهب رييس اساقفه مدينه القسطنطينيه الذى كان من مدينه انطاكيه الشاام ابوه اسمه ساكندس قايد الجيش وامه زاهره وفى مبدا عمره اقتنا عشقا كثيرا للعلوم وبحرصه فى استفادتها وبحده طباعه احتوى على ادب اليونانيه كله وتتلمذ لليفانيوس وانذراغاثيوس الحكيمين فى اهل انطاكيه ثم للحكما الذين كانوا فى مدينه اثينا ودرس الكتب الالهيه ووصل الى غايه المعرفه التى فيها وزين مذهبه بالعفه والطهاره وحصل فى زي اهل الكنيسه وسامه اناغنوسط ملاتيوس الجليل فى القديسين بطرك انطاكيه ثم شماسا وسامه البطرك الذى صار بعده قسيسا والف اقوالا كثيره تفوق الاحصا فى التوبه وفى تثبيت الاخلاق وتهذيبها وترجم الكتب الالهيه وبعد منصرف نكطاريوس بطرك القسطنطينيه من العالم استدعى من انطاكيه باختيار الاساقفه وبامر اركاذيوس الملك وجعلوه رييس اساقفه المدينه المتملكه فلما تقلد سيام الكهنوت بسنه القوانين زاد حرصه كثيرا فى ترجمه الكتب واسهب تعليمه فى مفاوضاته الذى به استقاد كثيرين الى معرفه الله والى التوبه وبذل نفسه للتمادى فى النسك وضبط الهوى حتى انه صار يستعمل حسوا يسير من دقيق الشعير وحده وينام يسيرا من النوم ليس على سرير لكن قايما محمولا بحبال فاذا كل وضعف كان ينام جالسا فاما اشتمال التعطف على المحتاجين وعلى قوم غيرهم كثيرين فرسم فيه رسما علم به فى اقاويله واستنهض به الى هذه الفضيله من كان راغبا فيها وابعدهم من الشره والاستغنام الذى منجله حصلت افذكسيه الملكه معانده له وذلك انها اختلست كرم ارمله من الارامل وكانت الارمله تستعدى عليها طالبه كرمها فلبث القديس يسال الملكه الا تتمسك بما ليس لها فاذ لم تطاوعه وبخها واورد لها الامثله المنسوبه الى ازبل فتنمر غيظها عليه وطردته من كرسيه مره اوله بذاتها ومره ثانيه باساقفه طابقوها وعاملوه باقتدار السلطان لا بسنه حسن العباده وانفذوا القديس منفا الى فوقوصص التى فى بلد ارمينيه وكابد غموما جزيله واودع نفسه الكريمه فى يد الله واما اولايك فعلى ما يذكر الخبر عنهم انهم بعد ان حطوه من كرسيه عوقبوا باسقام شديده صعبه مزقت نفوسهم وهذا المصاب صاب اولا افذوكسيه الملكه بما انها كانت اول من اخطا اليه وذكروا انها بعد وفاتها مكث الجرن الذى دفنت فيه يتحرك لتوبيخ ظلمها لفم الذهب مدى اثنين وثلثين سنه وعند نقل جسم القديس يوحنا فم الذهب المكرم ودفنه فى المكان الذى هو الان فيه وقف تزلزل جرنها وتحريكه