Sin. ar. 416

وفي هذا اليوم ذكر ثاوذوره الباره التى كانت في ايام لاون الملقب بالزبلي من جنس شريف ابنه ثاوفيلس وثاوذوره من مدينه قيساريه التى ضنيت بعدم الولد الا انها رزقت هذه النفيسه ثاوذوره فانحلت عقريتها بولودتها فلهذه الحال لانها كانت ولد نذرا سكنت فى دير جنه القديسه المسمى البارد وتادبت لمعرفه الكتب وارتسمت بالفضيله وتهذبت بها فحدث ها هنا ان المغبوطه خطبت امراه لخريسطوفورس بن لاون الذي لقبه ابوه بتفخيم له قيصرا وملكا ولكن اوليك قصدوا هذا القصد الا ان الله عزت حكمته الذي اراع فى القديم ملك مصر لما تلهف الى ساره هو نجى هذه المراه وحفظها غير متدنسه من مساهمة من خطبها ومخالطته وذلك ان الصقالبه سارت جيوشها ناحيه المغرب على غفله فسار خريسطوفورس قيصر بسرعه سريعه الى محاربتهم ومقارعتهم فمن اول حمله جرت فى المعاركه حصل فى جمله القتلى وغاب من احصا الناس حينيذ تحققت ثاوذوره المنه التى نالتها وعادت الى ديرها وخفى امرها عن جميع من كان يحفظها مسرورة شاكره لله وبعد ذلك اضنت جسمها ضنى تناهت فيه ان كانت مفاصل عظامها تبصر لان غذاها كان يسيرا تستعمله بعد يومين او ثلثه ايام وشرابها كان الماء ولبوسها كان مسحا وفراشها كان بساط شعر فوقه خلق تستره وتحته حجاره مفروشه وسمرت على جسمها حديدا فكانت تفوح منه رايحه منتنه فمكثت على هذه الطريقه مدي سنين كثيره وصابره وتوشحت بصور من القصايل متلونه وانتقلت الى الحياه التى لا تشيخ ولا تبلى