Sin. ar. 416

وفى هذا اليوم ذكر ابينا البار افستراتيوس العجايبي هذا البار كان ابنا لابوين عبادتهما حسنه عايشان بالقناعه يسميان جرجس وماجاثى فاستحوذ عيه العشق الالهى واسكره فزهد فى العالم وجميع ما فيه وباينه وهرب الى نواحى جبل الاوليمبس فوجد غريغوريوس و باسيليس عميه فى دير اغاوروس قد اشرق فضلهما فى النسك فعلماه المذهب اقشف الملايم للرهبان فقص جمته وحصل فى جمله الاخوه فاما نال مراده هذا كان يخدم جماعتهم بنشاط ولم يمتلك من هذا الدهر شيا سوى الثوب المسح الذى كان لابسه ومكث فى النسك خمسه وسبعين سنه وما اضطجع فيها فى وقت من الاوقات على جنبيه وقد كان اوتمن على رياسه الاخوه بعد عميه لما رقدوا وحين ازعج لاون الوحشى الاسم الكنيسه وحرص ان يثير شقاق المحاربين الايقونات الذى كان قد خمد منذ مده سلفت تقدم اليه يوانيكيوس المغبوط بالمضى الى بلده فذهب ثم عاد الى ديره بعد مده وكان يعمل كل يوم بالاعمال الجسدانيه مع رفقته الاخوه بلا عجز وكان فى الليل يضنى جسمه بوقوفه فيه بغير نوم وباحنا ركبه المتصل ثم يقف داخل المذبح فىتهليل القانون قايلا فىنفسه بمداومه يارب ارحم فجعل نفسه هيكلا لله والعجايب التى اجترحها فهى فى احصايها كثيره وعزب علينا ان نكتبها فى هذا الوصف ولما اعتزم على الانصراف مما هاهنا دعا الاخوه ونشطهم للمجاهده وصلى عليهم ثم ختم نفسه برسم الصليب وقال يارب فى يديك اسلم روحي واسلم نفسه وعاش جمله حياته خمسه وتسعين سنه