Sin. ar. 416

ذكر ابينا البار مقاريوس المصري هذا كان من نعومة اظفاره قد استعمل الفضيله واحبها واتخذها وصار للروح القدس مخزنًا الاهيًا وذلك انه اقتنى في اتعاب الفضيله صبرًا تناهى فيه حتى انه اخذ علي الارواح النجسه سلطانًا وازهرت معه موهبه الافران فلذلك سبق فاخبر بما سيكون واجترح عجايب غير هذه وسيم بغير مراده قسيسًا فبذل نفسه لاجل ذلك الى طرايق من النسك يصعب مراسها وعندما اذته الجموع التي كانت تقصده احتفر بيده سردابًا من قلايته طوله يبلغ نصف غلوه وجعله فيما بعد مغارة وكان يدخل اليها فلا يجده من يزوره والكلام في طعامه وشرابه فذكره او كتابته فضله زايده اذ كان جسمه ومنظره يشهدان بتناهيه في الصوم وضبط الهوي وهذا القديس فقد اقام ميتًا بصلاته قدام من كان ينكر القيامه ولما تزايد بهذه الافعال المرضيه لله انجل من العالم في شيخوخةٍ حسنه وعاش جمله حياته تسعين سنه