Sin. ar. 418

وفيه ايضا ذكر القديسه انثوسه ابنه قسطنطين الملك الملقب بالزبلى التى الزمها ابوها مرار شتا ان تقترن برجل فلم تطاوعه فلاجل ذلك بعد وفاته وجدت فسحه فقسمت كلما كان لها على الفقرا وعلى الكنايس الطاهره وكانت ام لكثير من اليتاما والارامل وملجا وعضدا وقد سالتها ايرينى الملكه المهذب رايها ان تكون عندها وتملك معها فما اجابتها الى ذلك وجمله الايام التى اقامت فى قصر الملك كان لبوسها ثوبا ملكيا من خارج وداخلها ثياب صوف خلقه وشعر وكان طعامها اليسير طعام النسك وشرابها الما والدموع ابدا من عينيها متصله والتسبيح لا ينقطع من فمها لحظه عين ولذلك اختارت مذهب الرهبانيه وقصت شعرها بيد طراسيوس الجليل فى القديسين فى دير ذات الالفه ومنذ وقت ترهبت ما خرجت من الدير ولا غيرها من الخوات ولا تخلفت عن الكنيسه ولا عجرت ولا ضجرت فى الصلاه ولا فترت عيناها من الدموع فى وقت من الاوقات وكان فيها من التواضع ما لا قدر له تخدم لساير الخوات وتزين الكنيسه وتقوم بجميع خدمتها وتنقل الما وتخدم المايده وكانت هذه السيره سيرتها ايام حياتها وانتقلت الى رب عارف باعمالها وهو يجازيها مع القديسين