Sin. ar. 418

وفى هذا اليوم ذكر ابينا بطرس البطريق الذى كان فى الموضع المسمى وانذرس هذا كان فى سنين ايريني الملكه وابنهما قسطنطين ابن والدين موسرين فواظب منذ صبايه على دراسه الكتب الالهيه واقتضاب المنفعه منها يحزن فوايدها فى قلبه واتصل بامراه وعلا شانه وصار بطريقا ودمستق جيشا وخرج مع نقفور الملك الى البلغر فلما اضطرمت نار الحرب استظهر فى الاول الروم على البلغر وغلبوهم غير انهم اقتطعوا القديس وخمس من ريسا الروم واسروهم وحبسوهم وكانوا يعاقبوهم اشد عقاب وهم يصلون ويتضرعون فوقف بهم ذات ليله يوحنا الانجيلى الثالولوغس وفك عنهم قيودهم وردهم الى ارض الروم عند ذلك بادر البطريق الى جبل الاوليمبوس مع يوانيكيوس الكبير واتخذ مذهب الرهبانيه واحتسب كل ما كان يمتلكه مثل لا شي واستكمل هناك اربعه وثلثين سنه واحكم كل فضيله ثم جا الى المدينه المتملكه وحصل فى المكان الذى ابتناه حتى بمحبه الله فارقت امراته وابنه العالم عند ذلك نصب له كوخا فى موضع بعيد ومكث فيه ثمانين سنه ساترا جسمه بثياب شعر حافيا لا يلبس حذا وتصرف فى العالم تصرفا محمودا ولله مرضيا وانصرف الى الرب بسلام