Sin. ar. 416

وفى هذا اليوم جهاد القديسين الاخوه بالجسم افسطاثيوس وثسباسيوس واناطوليوس الشهدا هولاى كانوا فى مملكه مكسيميانوس وكان موطنهم بلد غلاطيه ومدينتهم غنغره اولاد ثاوفيلس وافسافيه فابوهم كان ينتمى الى اهل غلاطيه وامهم الى اهل نيقوميذيه وكلاهما كانت ديانتهما يونانيه فاذ رزقا هولاى الاولاد وربياهم على ما ينبغى واظب افسطاثيوس تعلم الكتب وتسباسيوس واناطوليوس تعلما صناعه ابيهما فلما سار فيلوثاوس مع ابنه اناطوليوس من جهه المشرق الى مدينه نيكوميذيه ورافقا لوكلليانوس القس المعلم فى طريقما انقادا لعظاته امنا واعتمدا وبلغوا الى مدينه نيكوميذيه فاذ سمع خطاب انثيمس الاسقف المغبوط افسطاثيوس وثسباسيوس اصطبغا ايضا فسام فيلوثاوس ابوهم قسيسا وابنه افسطاثيوس شماسا ولم يجز فى اثنا ذلك مده طويله ونال والديهم غايه عمرهما فوشى بهم الى مكسيميانوس انهم نصارى فضربوهم اعوانه بالعصى وحبسوهم فى السجن الذى وقف بهم فيه ملاك اسعدهم بمعونه الاهيه واطلقهم من العقال وناولهم طعاما وفى غد ذلك اليوم شابكوا وحوشا مختلفه ولبثوا لم ينلهم جرح ولا خدش فلهذا السبب تسلمهم انطونينوس النقيب وذهب الى مدينه نيقيه فعاقبهم عقوبات مختلفه وذلك انه علقهم على الخشب وجردهم باظفار الحديد جردا كان تقديره ان الارض التى تحتهم كلها انصبغت بدمايهم وطرحهم فى الحبس الا ان وجع ضربهم وجردهم زال ايضا بظهور ملاك الاهى لهم ابرا كلومهم واعاد اجسامهم مصححه فاذ ابصر النقيب الشارب الدم العجب الباهظ امر بضرب اعناقهم بالسيف فلما صلى القديسون فى موضع تمام شهادتهم اسلموا بغته الى الله نفوسهم فلاجل خوف الاعوان من المغتصب قطعوا بسيوفهم رووسهم من اجسامهم وهى مايته