Sin. ar. 416

ذكر ابينا البار سبيريدون العجايبي اسقف مدينه تريميثونطه من جزيرة قبرص. هذا الفاضل كان فى ايام قصطنطين الملك الكبير. وفى ايام قسطنتيوس ابنه. وكان خلقه ساذجًا. وقلبه متواضعًا. وكان في مبادي امره راعي غنم. ثم قارن امراه. بعد وفاتها صار اسقفًا. واعطاه الله لعمل الاشفيه نعمهٍ بلغ فيها الى ان صارت العجايب تكنيه له يلقب بها. وذلك انه اجترح عجايب كثيره تزيد على السمع. وتتجاوز الوصف. وساذكر من كثرتها واحده او اثنتين. وهى ان خذام الكنيسة اوقدوا فى وقت من الاوقات من قناديلها قليلاً. فصعب ذلك علي البار. واحتجوا فى ذلك بان ما قد حضر فى الكنيسه قوم يصلون. ولهذا السبب لن يحتاج فيها ضوًا كثيرًا. فظهرت ملايكه سمعتها معه تقول ومع روحك. واشفاقه فيبيّن تناهيه فيهما ما عرض للذين راموا ان يسرقوا رعيّة غنمه. وذلك انه ما ازال عارض العمي الذي اشتملهم فمنعهم من النظر فقط. بل واعطاهم كبشًا واحدًا. واصرفهم وقال لهم. خذوا هذا حتى لا تكونوا قد سهرتم باطلاً. وساس الرعيه التى اوتمن عليها على ما ينبغى. وانتقل الى طبقه الملايكه وسيرتهم.