Sin. ar. 416

وفي هذا اليوم ذكر ابينا البار فيلوغونيوس الذي صار من مخاصم بحضره القاضى بطركًا لانطاكيه هذا اسلم منذ طفوليته الى التادب بالكتب الطاهره وحصل موفقًا لله وذلك انه تصرف فى علم وادب واحكمها كلها كمن يحكم حدها فلهذا السبب اظهر طريقه مرضيه لله مضيه وقد كانت له امراه وابنه وهو متصرف فى مجلس القضا واشرق بجسامة فضيلته اشراقًا تناهى فيه الى ان حصل لوقته مستحقًا الرياسه الكهنوت واحضر من مجلس الي مجلس فكان فيما سلف ينتصر للناس ويجعل المظلومين اقوي من الظالمين ثم فوّضت اليه سياسه رعية المسيح والوقت الذي ارتقى فيه الى كرسى رياسه الكهنوت كانت صعوبته كثيره لانه كان مبدا سكون الاضطهاد وكانت بقايا صعوبة الشده الفادحه باقيه ولين كان ثوران الاراتقه فى ايامه كان مبداه الا ان حكمته قطعته وطردته بحسب ما اكرمه يوحنا فم الذهب فى مدايحه وتفلسف فى ذكر احواله يقول اطنبه واسهبه فعلى هذه الجهه رعى الرعيه التى اوتمن عليها رعايه يرضى الله بها جل وعز وعاش علي الارض عيشًا ملاكيًا تلالا به حسنه وانصرف الى الرب