Sin. ar. 416

ذكر ملانيه الباره التى كانت من مدينه روميه هذه كانت فى مملكة انوريوس من جنس شريف بهي فاحبت المسيح من كل نفسها واختارت البتوليه الا ان والديها اقرناها برجل وصارت ام ولدين فلما انصرف ابواها وولداها من العالم وتمتعت بانفساح مرادها تركت مدينتها وقطنت فى ضيعه اظهرت فيها كل نسك حميد وذاك انها كانت تبري السقمى الذين يقصدونها وتضيف الغربا الواردين اليها وتفتقد الذين في المحابس والمنافى وتستعمل على الاطلاق كل تعطف وجود ثم اباعت نعمتها ونعمه ابويها وحصلت ثمنها اثنى عشر ربوه ذهبا وفرقت اكثرها على الدياره والكنايس ثم ابتدات تضمر جسمها وتضنيه لانها كانت تتناول الطعام بعد يومين ثم صارت تغتذي بعد خمسه ايام في يوم السبت والاحد وكانت تكتب خطا حسنا وتقرا ورسمت لها فى ذلك حدا مقدورا وقامت فى افريقيه سبعه سنين واطرحت كل وسق الغنا وجات الى الاسكندريه ومنها الي اورشليم وحبست نفسها فى قلايه من القلالي لايثارها السكوت وابتنت ديرا وجمعت فيه تسعين راهبه وكانت تقوم لهن بحوايجهن بغير اعواز فلما تصرفت فى هذه المناقب على ما ينبغى وداومت العيشه القشفه التعبه ونيحت بوليس امها الروحانيه واخاها الروحانى اللذين كانت تكلمهما وحدهما منذ حبست نفسها وبعد خمسين سنه لنسكها وبعد رقودهما عرض لها مرض ذات الجنب وانسقمت جدا فاستحضرت اسقف مدينه بيت جبريل وتقربت منه القربان الالهى وودعت الخوات والرهبان الذين اتبعوا وقالت بحضرتهم هذا القول كما شا الرب كذلك كان ولوقتها اسلمت نفسها الكريمه الى يدي الاله الحى