Sin. ar. 416

وفي هذا اليوم ذكر ابينا البار قزما المنشى المقدسى اسقف ميماس. هذا القديس منذ صغر سنه اعتصم بابي يوحنا الدمشقى الذي كان مخصبًا بثروه جزيله تتدفق عليه. وبشرف عالمى مفوّض اليه. فاصطنع كاتبًا من كتاب الانشا كان رجلاً او فراهل زمانه علمًا وقديسًا. فسلم اليه ابنه الجسمانى يوحنا. وابنه الروحانى قزما. ووصاه ان يعلمهما كل حكمةٍ الاهيه وبشريه. وكان طباعهما ميموناً. فتعلّما منه فى مده يسيره كل علم النحو والمنطق والفلسفه. واحكما ايضا علم التنجيم والهندسه. واستبان فضلهما عند جميع من عرفهما والتجربه ممكنه لمن يوثر اختبار ما ذكرناه. ويعرف كمالهما فى جميع العلوم. فانه اذا قرا الترنيمات والقوانين. والمصنفات المنسوبه اليهما عرف كيف كانا فى علمهما وتقاهما. واذ كانا مشتاقين الى طريقه اعلا فضلاً. اشتملا زي الرهبانيه ونيرها. فيوحنا المغبوط سامه بطرك اورشليم لما حضر عنده قسيسًا. وقزما المكرم طلب اليه جماعة الاساقفه التى كانت فى مدينه القدس كثيرًا وساموه على مدينهٍ تدعى مايوما اسقفًا. فتصرف تصرفًا حسنًا. ولله مرضيًا. ورعى رعيته فى مراعى الخلاص وبلغ الى شيخوخه متناهيه وانصرف الى الرب.